ما هي الإختلافات الجوهرية بين الطوائف؟!
* المعمودية
الأرثوذكس: سر يحصل به المعمد على نعمة الميلاد الجديد، وهو باب كل الأسرار، ويتم بالتغطيس للصغار والكبار، ومادة السر الماء
الكاثوليك: يجوز العماد بالرش أو السكب
البروتستانت: ليس سراً مقدساً بل علامة يجوز ممارستها بالرش أو التغطيس. والمعمودية التي يعترفون بها هي معمودية الروح القدس بدون ماء
* الميرون
الأرثوذكس: سر ينال به المعمد نعمة الروح القدس ومادة السر الزيت. ويرشم به أعضاء الجسم 36 رشمة
الكاثوليك: مثل الأرثوذكس إلا أن ممارسته تكون في السن بين 7- 12 سنة
البروتستانت: لا تؤمن به إلا بعض طوائفها ولا يتم بالزيت بل بوضع اليد
* الاعتراف
الأرثوذكس: سر ينال به المعترف الحل من خطاياه إذا تاب عنها واعترف بها
الكاثوليك: كانت هناك صكوك غفران تباع وتشترى عن الخطايا السابقة والحالية في العصور الوسطى. ويتم السر وراء الستار
البروتستانت: لا اعتراف إلا أمام من أخطأ المؤمن له أو أمام الكنيسة كلها أو الله مباشرة
* التناول
الأرثوذكس: جسد ودم حقيقيان للسيد المسيح بعد حلول الروح القدس على الخبز والخمر. ولا يجوز استخدام فطير مختمر ولا يجوز إقامة أكثر من قداس على مذبح واحد إلا بعد مرور 9 ساعات. ويشترط الصوم الانقطاعي قبل التناول
الكاثوليك: منذ القرن 11 بدأوا استخدام الفطير ويمنع الشعب من تناول الدم ويمكن عمل أكثر من قداس على مذبح واحد ولا يشترط الصوم قبل السر
البروتستانت: يكون السر للذكرى فقط وليس هو تحول من الخبز والخمر إلى جسد الرب ودمه
* الشفاعة
الأرثوذكس: تؤمن بشفاعة السيد المسيح الكفارية عنا لدى الآب. وتؤمن بشفاعة القديسين عنا لدى ربنا يسوع المسيح. نكرمهم من خلال الأيقونات وحفظ أجسادهم وعمل التماجيد لهم
الكاثوليك: مثل الأرثوذكس، إلا أنهم يكرمون القديسين من خلال تماثيل بالإضافة إلى الأيقونات
البروتستانت: يؤمنون بشفاعة السيد المسيح الكفارية فقط، وينكرون شفاعة السيدة العذراء والقديسين
* الروح القدس
الأرثوذكس: منبثق من الآب، "ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي" يو 26: 15
الكاثوليك: منبثق من الآب والابن
البروتستانت: منبثق من الآب والابن
* طبيعة السيد المسيح
الأرثوذكس: طبيعة واحدة لله الكلمة المتجسد. "ليكون الجميع واحداً كما أنك أنت أيها الآب في وأنا فيك ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا ليؤمن العالم أنك أرسلتني" يو 21: 17
الكاثوليك: طبيعتين للسيد المسيح
البروتستانت: طبيعتين للسيد المسيح
* التقليد
الأرثوذكس: تؤمن بالتقليد "تجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب وليس حسب التقليد الذي أخذه منا" تس 6: 3 ، "ما سمعته مني بشهود كثيرين أودعه أناساً أمناء يكونوا أكفاء أن يعلموا آخرين أيضاً" 2تي 2:2
الكاثوليك: تؤمن بالتقليد ولكنها تضيف قوانين نسبتها إلى الرسل وآباء الكنيسة الغربية والمجامع المحلية
البروتستانت: لا تؤمن بالتقليد
* المجيء الثاني
الأرثوذكس: مجيء ثاني علني في الدينونة
الكاثوليك: مثل الأرثوذكس
البروتستانت: المجيء الثاني على دفعات منها مجيء السيد المسيح ليملك ألف سنة على الأرض ثم الدينونة
* الدينونة
الأرثوذكس: أبدية للأبرار في الملكوت، وللأشرار غير التائبين في الجحيم "تأتي ساعة فيها يسمع الذين في القبور صوته فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة" يو 28: 5-29
الكاثوليك: يعترفون بالمطهر يتعذب فيه المؤمن على قدر خطاياه ثم يدخل الملكوت
البروتستانت: مثل الأرثوذكس
* العذراء مريم
الأرثوذكس: وارثة لخطية آدم مثل سائر البشر وتحتاج لخلاص المسيح ولكنها ولدته ولها كرامة عظيمة. "تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي" لو 46: 1
الكاثوليك: مولودة دون أن ترث الخطية الأصلية ولا تحتاج لخلاص السيد المسيح ويكادوا يعبدونها
البروتستانت: ينكرون لقب والدة الإله وشفاعة السيدة العذراء وينكرون دوام بتوليتها
حدث إنفصال الطوائف المسيحية؟ وكيف كانت نشأتها؟! ومتى ظهرت في مصر؟!
في القرن الخامس حدث الإنشقاق الكبير بين الكنيستين الشرقية والغربية بسبب مجمع خلقيدونيا (عام 451م)، فأصبحت كنائس الشرق تحت قيادة كنيسة الإسكندرية تُعرَف بالكنائس "الأرثوذكسية"، وكنائس الغرب تحت قيادة كنيسة روما وسميت بالكنائس الكاثوليكية. إلى أن جاء القرن الحادي عشر حيث إنفصلت كنائس القسطنطينية واليونانية وشقيقاتها عن الكنيسة اللاتينية وأصبحت هي الأخرى تعرف بالكنيسة الارثوذكسية.
* وفي القرن السادس عشر (سنة 1529) قام مارتن لوثر بثورة ضد الكنيسة الكاثوليكية أطلق عليها ثورة الإصلاح. اعترض فيها على بعض التعاليم، وأطلقوا على أتباعه لقب المحتجين (البروتستانت) Protest. وداخل الكنيسة البروتستانتية حدثت انقسامات كثيرة وخرج منها طوائف عديدة جداً!
<BLOCKQUOTE>
الأرثوذكسية: كلمة يونانية تعني "الرأي الحق" أو "الرأي المستقيم" وقد بدأت هذه التسمية منذ حوالي 14 قرن واستمرت طوال هذه المدة تحافظ على إيمانها الذي تسلمته من الرب يسوع ورسله القديسين.
</BLOCKQUOTE><BLOCKQUOTE>
الكاثوليكية: كلمة يونانية تعني "عام" أو "عالمي" أو "جامعة" لأنها جمعت كل الكنائس الغربية. وهذه التسمية ظهرت وتبلورت في القرن الحادي عشر.
</BLOCKQUOTE><BLOCKQUOTE>
البروتستانتية: معناها "الاحتجاج" أو "المعارضة" وقد ظهرت في أواخر القرن الخامس عشر.
</BLOCKQUOTE><BLOCKQUOTE>
الأدفنتست السبتيون: قيل أن ظهورهم يرجع إلى عام 1664 حين نادى فريق من المجتهدين في تفسير الكتب المقدسة أسموا أنفسهم السبتيين بحفظ يوم السبت يوماً مقدساً للرب. ولكن بتتبع مطبوعاتهم نجد أن مؤسسها هو "وليم ميللر" في مدينة ماساهوست بأمريكا عام 1831...
</BLOCKQUOTE><BLOCKQUOTE>
شهود يهوة (الرصليون): نسبة إلى تشارلز ت. رسل الأمريكي المولود عام 1852، وكان أبوه تاجراً بروتستانتياً أصيب بحالة من الشك وزعزة إيمانه بتأثير أحد الملحدين وكتابات آريوس الهرطوقي (من القرن الرابع)، وتعالم الادفنتست فراح ينبأ بزوال العالم في تاريخ حدده..! وصدرت ضده جرائم خلقية ومالية ومات عام 1916م. وقد أسس جمعية تعرف باسم "جمعية برج المراقبة والتوراة والكراريس" وغيرها.. خلفة في رئاسة الجمعية جوزيف ف. رازر فورد القاضي الذي تنبأ بمجيء المسيح عام 1925!
</BLOCKQUOTE>ومن هذا السرد التاريخي ندرك أن كنيستنا القبطية الأرثوذكسية كنيسة مجيدة عريقة حافظت على الإيمان السليم الذي سلمه لها كاروز الديار المصرية مارمرقس الرسول. ولم يحدث لها أي انقسام مثلما حدث للكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية.
# متى ظهرت هذه الطوائف في مصر؟!
* لقد أتت هذه الطوائف وافدة على مصر من الخارج.
فالكاثوليكية بدأت تدخل مصر مع الحملة الصليبية بقيادة لويس التاسع سنة 1219 م لعلها تأسست بشكل رسمي منذ نحو 204 عام فقط مع الحملة الفرنسية على مصر.
أما البروتستانتية فقد عرفت طريقها إلى مصر وتأسست بشكل رسمي في أبريل 1860 م في شارع درب الجنينية بالموسكي ثم نقلت إلى حي الأزبكية ومن ذلك يتضح أن البروتستانتية دخلت منذ 144 سنة فقط.
أما عن السبتيين فقد بدأ ظهورهم في مصر عام 1932، وبدأوا يشترون العقارات لتأسيسها كمزرعة ومدرسة وملجأ للأيتام ومدرسة للدراسة بالمراسلة، ثم غادر الأجانب البلاد تاركين الجماعة لمن إستطاعوا إستمالتهم..
وأخيراً، شهود يهوه، فقد أسسها في مصر عامل ملهى يوناني إسمه بنايوتي أسبيرولو تعاون معه آخرون وإفتتحوا مركزهم الرئيسي في العقار رقم 153 بشارع رمسيس - القاهرة، وغيره.. ثم صدر قرار من وزير الشئون الإجتماعية التنفيذي بحَل جمعيتهم وتحريم نشاطهم لما وضح لمناهضتهم لتعاليم الأديان ونظام الدولة.
ما هي وجهة نظر المسيحية بخصوص موضوع حرية الأديان؟
نص كلمة قداسة البابا شنوده الثالث في لقاء الحوار المسيحي - الإسلامي في الدوحة بتاريخ الأحد 27 حزيران 2004:
بسم الإله الواحد الذي نعبده جميعا.
احييكم جميعا
نشكركم على كرم وحفاوة استقبالكم لنا وعلى هذه الفرصة للحوار الاسلامي - المسيحي تجمعنا فيه قومية واحدة هي القومية العربية ولغة واحدة، وايمان بآله واحد وتجمعنا في هذا الحوار ايضا مصالح مشتركة ومصير واحد وقيم واخلاقيات واحدة.
دورنا كرجال دين ان ننشر الخير على الارض وتوجيه التدين الى تحقيق الصالح العام وحل المشكلات الاجتماعية والبيئية والتنموية. ونشر السلام والخير بين الناس.
فلنقترب من بعضنا البعض، ولنذكر في كل هذا ما ورد في صورة الحجرات "إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم".
فالتعارف هو فضيلة كبرى ان يعرف كل منّا الآخر.
واذا تعارفنا مع بعضنا البعض فسوف نتقارب ونتفاهم ويطمئن كل منّا الى أخيه. وتكون النتيجة ان نتعاون جميعا معا. بالحوار تلتقي العقول والافكار ويمكن تصحيح اية صورة مغلوطة او خاطئة.
والحوار فيه التعليم الاسلامي "ادعُ الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن".
الحوار ليس صراعا بين الاديان والحضارات انما هو تعاون بين الكل. ليس هو مناظرات عقائدية انما هو التفات نحو القيم الروحية المشتركة.
كلنا متدينون. المسلم متدين والمسيحي متدين. وكلنا نعبد الله. وكلنا نحب الفضيلة والخير. بقي ان نعمل معا. بالحوار يمكن لكل منا ان يفهم الآخر، وان يكتشف الخير الذي فيه، ويحب الخير الذي فيه.
وبالحوار يمكن التعرف على نقاط التواصل ونقاط التلاقي. على ان المبدأ الاساسي في الحوار، ان تحاور الانسان لكي تربحه لا لكي تهزمه. لذلك نرى بولس الرسول يقول: "كنت مع اليهودي كيهودي لكي اربح اليهودي. ومع اليوناني كيوناني لكي اربح اليوناني. ومع الذين لا ناموس "اي بلا شريعة" لكي اربح الذين بلا ناموس. كنت مع الكل كل شيء لكي اربح على كل حال قوم".
فالحوار هو مفتاح تفتح به القلوب والافهام. وفي سفر الامثال لسليمان الحكيم "رابح النفوس حكيم". والدين دعا الى السماحة في الحوار. في الاسلام "لو كنت فظا غليظ القلب لانفضّوا من حولك".
هنا ترى ان هناك مساحة واسعة بيننا يمكن ان نعمل فيها. يمكن ان نعمل معا في نشر الفضيلة والبر ومقاومة الرذيلة. ويمكن ان نعمل معا في قضايا وطنية كثيرة. ويمكن ان ندعو الى الايمان، اما عن حرية الدين او الحرية الدينية. فالله تبارك اسمه، خلق الانسان حرا منذ البدء. وخلق الملائكة احرارا. وعن طريق الحرية امكن ان يخطىء الانسان وامكن ان يخطىء ملاك.
والله يخاطب موسى النبي في "سفر التثنية" فيقول الله "قد جعلت امامك الحياة، والموت امامك، البركة والنعمة. فاختر الحياة لكي تحيا".
لقد ترك الله الناس احرارا، حتى في الاوقات التي انحرف فيها البعض الى انكار الله او الى رفضه.
ولكن مع الحرية الدينية، توجد المسؤولية، ويوجد الثواب والعقاب.
ومع الحرية اوجد الله الوحي، واوجد الوصايا، واوجد النعمة التي تسند الانسان في جهاده الروحي.
والحرية الدينية هي حرية في العقيدة، وحرية ايضا في السلوكيات.
ولكن ينبغي في السلواكيات ان تكون الحرية منضبطة. فلا يستطيع انسان ان يدعى الحرية، وهو يعتدي على حريات الآخرين، او على حقوقهم. فالحرية مرتبطة بالانضباط. مرتبطة بوصايا الله. مرتبطة بالنظام العام. مرتبـطة بالقـانــون ايــضا. ونحـــن نريد هذه الحرية الدينية المنضبطة. وعملنا كرجال دين هو ان نشرح الخير للناس لمنعهم عن الشر، دون ان نرغم احدا.
فالحرية الدينية هي علاقة بين الانسان والله. علاقة يحكمها الضمير، وعلاقــة تتــعلق بالقلب من الداخل. فالكتاب المقدس يقول "يا ابني" أعطــني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي". فالله يريد لقلب الانسان ان يكون قلبا طاهرا. وكل خير يأتي عن طريق الارغام لا اجر له على الاطلاق. اننا نريد ان نعيش احرارا مع الله. حرية يربطنا فيه الحب والايمان. نحب بعضنا البعض.
والسلام سلام مع الله، وسلام مع الناس، وسلام داخل النفس مع الضمير. حيث يقول الكتاب: "لا سلام قال الرب للاشرار".
فالانسان الذي يعيش في الخطيئة ويعصى الله يفقد سلامه مع الله، ويفقد سلام ضميره، ويفقد راحة قلبه.
نشكركم على هذا المؤتمر، ونرجو ان يعيش كلنا في سلام مع بعضنا البعض. نتعاون في نشر الخير ونرتبط باستمرار مع بعضنا البعض برباط الحب والسلام.
هل إعتاز السيد المسيح للمعمودية حتى تعمد من يوحنا المعمدان في نهر الأردن؟!
# متى ظهرت هذه الطوائف في مصر؟!
* لقد أتت هذه الطوائف وافدة على مصر من الخارج.
فالكاثوليكية بدأت تدخل مصر مع الحملة الصليبية بقيادة لويس التاسع سنة 1219 م لعلها تأسست بشكل رسمي منذ نحو 204 عام فقط مع الحملة الفرنسية على مصر.
أما البروتستانتية فقد عرفت طريقها إلى مصر وتأسست بشكل رسمي في أبريل 1860 م في شارع درب الجنينية بالموسكي ثم نقلت إلى حي الأزبكية ومن ذلك يتضح أن البروتستانتية دخلت منذ 144 سنة فقط.
أما عن السبتيين فقد بدأ ظهورهم في مصر عام 1932، وبدأوا يشترون العقارات لتأسيسها كمزرعة ومدرسة وملجأ للأيتام ومدرسة للدراسة بالمراسلة، ثم غادر الأجانب البلاد تاركين الجماعة لمن إستطاعوا إستمالتهم..
وأخيراً، شهود يهوه، فقد أسسها في مصر عامل ملهى يوناني إسمه بنايوتي أسبيرولو تعاون معه آخرون وإفتتحوا مركزهم الرئيسي في العقار رقم 153 بشارع رمسيس - القاهرة، وغيره.. ثم صدر قرار من وزير الشئون الإجتماعية التنفيذي بحَل جمعيتهم وتحريم نشاطهم لما وضح لمناهضتهم لتعاليم الأديان ونظام الدولة.
ما هي وجهة نظر المسيحية بخصوص موضوع حرية الأديان؟
نص كلمة قداسة البابا شنوده الثالث في لقاء الحوار المسيحي - الإسلامي في الدوحة بتاريخ الأحد 27 حزيران 2004:
بسم الإله الواحد الذي نعبده جميعا.
احييكم جميعا
نشكركم على كرم وحفاوة استقبالكم لنا وعلى هذه الفرصة للحوار الاسلامي - المسيحي تجمعنا فيه قومية واحدة هي القومية العربية ولغة واحدة، وايمان بآله واحد وتجمعنا في هذا الحوار ايضا مصالح مشتركة ومصير واحد وقيم واخلاقيات واحدة.
دورنا كرجال دين ان ننشر الخير على الارض وتوجيه التدين الى تحقيق الصالح العام وحل المشكلات الاجتماعية والبيئية والتنموية. ونشر السلام والخير بين الناس.
فلنقترب من بعضنا البعض، ولنذكر في كل هذا ما ورد في صورة الحجرات "إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم".
فالتعارف هو فضيلة كبرى ان يعرف كل منّا الآخر.
واذا تعارفنا مع بعضنا البعض فسوف نتقارب ونتفاهم ويطمئن كل منّا الى أخيه. وتكون النتيجة ان نتعاون جميعا معا. بالحوار تلتقي العقول والافكار ويمكن تصحيح اية صورة مغلوطة او خاطئة.
والحوار فيه التعليم الاسلامي "ادعُ الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن".
الحوار ليس صراعا بين الاديان والحضارات انما هو تعاون بين الكل. ليس هو مناظرات عقائدية انما هو التفات نحو القيم الروحية المشتركة.
كلنا متدينون. المسلم متدين والمسيحي متدين. وكلنا نعبد الله. وكلنا نحب الفضيلة والخير. بقي ان نعمل معا. بالحوار يمكن لكل منا ان يفهم الآخر، وان يكتشف الخير الذي فيه، ويحب الخير الذي فيه.
وبالحوار يمكن التعرف على نقاط التواصل ونقاط التلاقي. على ان المبدأ الاساسي في الحوار، ان تحاور الانسان لكي تربحه لا لكي تهزمه. لذلك نرى بولس الرسول يقول: "كنت مع اليهودي كيهودي لكي اربح اليهودي. ومع اليوناني كيوناني لكي اربح اليوناني. ومع الذين لا ناموس "اي بلا شريعة" لكي اربح الذين بلا ناموس. كنت مع الكل كل شيء لكي اربح على كل حال قوم".
فالحوار هو مفتاح تفتح به القلوب والافهام. وفي سفر الامثال لسليمان الحكيم "رابح النفوس حكيم". والدين دعا الى السماحة في الحوار. في الاسلام "لو كنت فظا غليظ القلب لانفضّوا من حولك".
هنا ترى ان هناك مساحة واسعة بيننا يمكن ان نعمل فيها. يمكن ان نعمل معا في نشر الفضيلة والبر ومقاومة الرذيلة. ويمكن ان نعمل معا في قضايا وطنية كثيرة. ويمكن ان ندعو الى الايمان، اما عن حرية الدين او الحرية الدينية. فالله تبارك اسمه، خلق الانسان حرا منذ البدء. وخلق الملائكة احرارا. وعن طريق الحرية امكن ان يخطىء الانسان وامكن ان يخطىء ملاك.
والله يخاطب موسى النبي في "سفر التثنية" فيقول الله "قد جعلت امامك الحياة، والموت امامك، البركة والنعمة. فاختر الحياة لكي تحيا".
لقد ترك الله الناس احرارا، حتى في الاوقات التي انحرف فيها البعض الى انكار الله او الى رفضه.
ولكن مع الحرية الدينية، توجد المسؤولية، ويوجد الثواب والعقاب.
ومع الحرية اوجد الله الوحي، واوجد الوصايا، واوجد النعمة التي تسند الانسان في جهاده الروحي.
والحرية الدينية هي حرية في العقيدة، وحرية ايضا في السلوكيات.
ولكن ينبغي في السلواكيات ان تكون الحرية منضبطة. فلا يستطيع انسان ان يدعى الحرية، وهو يعتدي على حريات الآخرين، او على حقوقهم. فالحرية مرتبطة بالانضباط. مرتبطة بوصايا الله. مرتبطة بالنظام العام. مرتبـطة بالقـانــون ايــضا. ونحـــن نريد هذه الحرية الدينية المنضبطة. وعملنا كرجال دين هو ان نشرح الخير للناس لمنعهم عن الشر، دون ان نرغم احدا.
فالحرية الدينية هي علاقة بين الانسان والله. علاقة يحكمها الضمير، وعلاقــة تتــعلق بالقلب من الداخل. فالكتاب المقدس يقول "يا ابني" أعطــني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي". فالله يريد لقلب الانسان ان يكون قلبا طاهرا. وكل خير يأتي عن طريق الارغام لا اجر له على الاطلاق. اننا نريد ان نعيش احرارا مع الله. حرية يربطنا فيه الحب والايمان. نحب بعضنا البعض.
والسلام سلام مع الله، وسلام مع الناس، وسلام داخل النفس مع الضمير. حيث يقول الكتاب: "لا سلام قال الرب للاشرار".
فالانسان الذي يعيش في الخطيئة ويعصى الله يفقد سلامه مع الله، ويفقد سلام ضميره، ويفقد راحة قلبه.
نشكركم على هذا المؤتمر، ونرجو ان يعيش كلنا في سلام مع بعضنا البعض. نتعاون في نشر الخير ونرتبط باستمرار مع بعضنا البعض برباط الحب والسلام.
هل إعتاز السيد المسيح للمعمودية حتى تعمد من يوحنا المعمدان في نهر الأردن؟!
<BLOCKQUOTE>
ما نود تأكيده أن ما عمله السيد هنا لم يكن عن عوزٍ، ولا لنفع خاص به، إنما اعتمد باسم الكنيسة كلها لأجلنا، كي يصعد بنا من خطايانا، ويخرجنا إلى مجد ميراثه بكونه الابن الوحيد الجنس. مارس صعوده من المياه لحسابنا،
</BLOCKQUOTE><BLOCKQUOTE>
فقد قال القديس كيرلس الكبير: [هل كان المسيح في حاجة إلى العماد المقدس؟ وأية فائدة تعود عليه من ممارسة هذه الفريضة؟ فالمسيح كلمة الله، قدوس كما يصفه إشعياء في مختلف التسابيح (إش 3: 6)، وكما يصفه الناموس في كل موضع. ويتفق جمهور الأنبياء مع موسى في هذا الصدد! وما الذي نستفيده نحن من العماد المقدس؟ لاشك محو خطايانا. ولكن لم يكن شيء من هذا في المسيح، فقد ورد: "الذي لم يفعل خطية ولا وجد في فمه مكر" (1 بط 2: 22)، "قدوس بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السماوات" (عب 7: 26)... فما عُمد المسيح إلا لتعليمنا بأن الإنسان الذي من ذرية داود وهو المتحد بالله الابن عمد وقبل الروح القدس... مع أنه لم ينفصل قط عن روحه (القدوس) قبل العماد... بل إذ هو المسيح الكلمة ابن الله الوحيد الذي يشترك مع الآب في العظمة والسلطان لأنه بطبيعته الابن الحقيقي يرسل الروح القدس إلى الخليقة ويهبه لكل من كان جديرًا به، إذ قال حقًا: "كل ما للآب هو لي" (يو 16: 15).]
</BLOCKQUOTE><BLOCKQUOTE>
ويقول القديس أمبروسيوس في تفسيره لإنجيل لوقا: [اعتمد الرب ذاته... لم يعمد ليطهر، وإنما ليطهر الماء، فإذ نزل إليها المسيح الذي لم يعرف خطية صار لها سلطان على التطهير، بهذا كل من يدفن في جرن المسيح يترك فيه خطاياه].
</BLOCKQUOTE>